الجنس عند الفراعنة

الجنس عند الفراعنة 
*************
*للباحث والكاتب فى علم المصريات*
محمود البيومى غريب
**************
مثلهم مثل باقي شعوب الأرض العاشقة للحياة لم يخجل المصريون من عرض تصوراتهم عن الجنس وكيفية الأعداد له وصيانة القدرة على فعلة والاستمتاع به، ظهر ذلك جلياً في الأشعار والأغاني وعلى جدران المقابر والمعابد حتى النصوص الدينية التي لم تخلو من الأشارة لذلك، لكن يجب ورغم ذلك الاشارة إلى ان النصوص الرسمية تمتعت بقدر أعلى من التحفظ أما النصوص الشعبية والمدونات فلم يكن لها سقف محدد.
لكنها بقت في النهاية في الاطار الإنساني المشترك، رغم عدم صحة الجملة الأخيرة فلسفيا.

امامنا مثال طريف وهو بردية تورين رقم 550001 والتي اكتشفها شامبليون في غرب طيبة بالقرب من مدينة العمال والفلاحين، تعرض البردية ثلاث أوضاع جنسية مختلفة، وهناك الكثير من هذه الأوضاع رسمت على شقفات الحجر.

من الأمور التي بدت محيرة هو لجوء المصريين إلى وسائل منع الحمل مع أن عدد السكان كان منخفض بالقياس لمساحة الأرض الخصبة وكمية العمل المطلوبة سنوياً، ويدل على ذلك مظاهر الرخاء الذي تمتعت به مصر آنذاك.

حيث ان المصادر التي نقلت الينا وصفات منع الحمل لم تذكر الاسباب الداعية الى إستخدامها فلا يبقى لي الا تخمين سبب اللجوء لتلك الوسائل.

لربما كانت الوصفات لمن تعاني مرضا ما ويشكل الحمل خطراً عليها، او لربما كانت الوصفات للطبقات العليا من المجتمع للحفاظ على جمال الجسم، أو ربما كانت هذه الوصفات للنساء اللواتي يقدمن اجسادهن لزوار االمعابد المقدسة، أو خادمات المعبد.

ومع كل هذه الاحتمالات إلا ان البرديات تؤكد لنا السيدات المتزوجات هما من مستخدمي هذه الوصفات، فمثلا في بردية إبرس رقم 783، نقرأ الفقرة التالية: "بداية العلاج الذي سيقوم به المرء للزوجة لكي تتوقف عن الإنجاب لمدة عامين أو ثلاث أعوام: يطحن البلح والحنظل والكافور في إناء من الفخار ثم يعجن (الخليط) مع عسل النحل وفتائل من الكتان، ليوضع داخل مهبل المرأة.

ومن بردية برلين رقم 192 نتعرف على وصفة أخرى لا نعتقد في نجاحها: يجب أن تبخر الرحم بحبوب الشعير.

وحتى لا يصل السائل المنوي له يطبخ قليل من الزيت وقليل من الكرفس وقليل من البيرة المحلاة لتشربه صباحا.

و من أخلاقيات الجنس الفرعوني نجد في نص جميل وصلنا من عصر الدولة الحديثة، لكاتب يدعى "آني" ينصح فيه ابنه "خنسو حتب" بالعديد من النصائح العامة جاء فيها عن العلاقة مع الأنثى التالي:

احترس من المرأة الغريبة التي لا يعرفها أهل بلدتها، لا تغازلها ولا تضاجعها، فهي كالبحر العميق لا يعرف الرجال مساراته.

أما المرأة البعيدة عن زوجها التي تقول لك يوميا "أنا جميلة" عندما تكون بعيدة عن أعين الناس ستجيئك لتوقعك في حبائلها، احترس فهذه خطيئة.

ومن نصائح بتاح حتب التي صاغها لأبنه في عهد الملك اسيسي، نجده ينصحه بكيفية التعامل مع الزوجة.

تزوج، واجعل زوجتك سيدة قلبك، اشبع بطنها واكسيها، وبالدهان جدد أعضائها، أسعد قلبها طول الحياة فهي حقل خصب لبعلها.. وإذا كنت تريد الصداقة في بيت دخلته سيدا أو خادما فلا تقترب من نسائه


Comments

Popular posts from this blog

التبادل السياحى بين مصر ومملكة أطلنتس

السياحة المستدامه. والتعاون الدولي