*علاقة مصر وبلاد النوبة خلال عصور ما قبل الأسرات*



*علاقة مصر وبلاد النوبة خلال عصور ما قبل الأسرات* 

الباحث والكاتب فى علم المصريات

محمود البيومى غريب
****************
لقد كان لإنشاء خزان أسوان فى بداية القرن العشرين وتعليته ثم إنشاء السد العالى فى النصف الثانى من هذا القرن أثر بعيد فى توجيه نشاط الاثريين من كل بلدان العالم المهتمه بالأثار المصرية إلى الحفر والدراسة فى بلاد النوبة وجاءت نتائج البحث العلمى لتدعيم ما جاء فى الوثائق المصرية عن صلات مصر الحضارية والاقتصادية والسياسية بالنوبة منذ فجر التاريخ كما رسمت صورة كاملة الوضوح لتاريخ النوبة حتى نهاية العصر المسيحى.
ولقد كانت مصر على علاقة وثيقة بالعديد من المناطق الافريقية وكانت افريقيا التى عرفها المصريون بشكل مباشر او غير مباشر صغير المساحة ومقتصره على مناطق قريبة من مصر ثم حدث توسع خاطف كالبرق فى معارض المصريين عن افريقيا ايام الملك فى العصر المتأخر 
وبالنسبة للنوبة فلقد استمرت مصر تحكم النوبة مدة لا تقل على الف وثمانمائة سنة ما بين الشلالين الاول والثانى فيقى تحت الإدارة المصرية مدة تقرب من الف سنة وقد تقدم القول إلى أن تلك البلاد انصبغت بالصبغة المصرية تماماً فتلاحظ انهم بداءوا فى عصر الدولة الحديثة بتشيد معبد مصرى فى كل مدينة وعبدت به المعبودات المصرية إلى جانب تحدثهم اللغة المصرية إلى جانب لغتهم المحلية وحفاظهم عليها . 
ولعل أهم أسباب اهتمام المصريون ببلاد النوبة تمثلت فى النقاط الاتية: 
1- لعل أهم ما دفع المصريون إلى الاهتمام ببلاد النوبة هى أهمية بلادهم وكثرة خيراتهم وخصوصاً لما راو أن بلاد النوبة تتمتع بالخصوبة وليشغلها أيضاً مناجم الذهب ولذلك فلقد سميت مناجم الذهب النوبية خلال هذه الفترة تحت اسم " أرض آمون الذهبية" 
2-
أن موقع بلادهم الجغرافى على الطريق التجارى العظيم بين مصر والسودان اوضح للنوبيين مع الاسباب السالفة عظم شأن بلادهم فإخذوا بعد ذلك يبحثون عن حقوقهم الشرعية فيها ونلاحظ أن الغارات العرضية التى شنها زنوج أفريقية وذلك على الصحراء الشرقية وعلى النوبة لم تؤثر مطلقاً فى نمو البلاد ورفاهيتها الاقتصادية. 
3-
أن بلاد النوبة كانت لمصريون بمثابة الامتداد الطبيعى لحدود مصر الجنوبية ولذلك فلقد كان ملوك مصر خلال عصورهم المختلفة يسعون للحفاظ عليها لتكون بمثابة حائط الصد او حدود مصر الجنوبية . ( ) 
ولكن بالرغم من ذلك إلا أن علاقة مصر ومعرفتها بإفريقيا عامة والنوبة خاصة كانت ضحله نسبياً وذلك للعديد من الاسباب أهمها: 
أ- بسبب قيود طبيعية قاسية مثل الصحراء وصعوبة الحركة على طول نهر النيل فى الجنوب. 
ب- أن التنظيم العسكرى والسياسة الحربية المصرية لم يكن متطوراً عند مقاومة أوضاع أخرى ولهذا لم يخلق أبداً قيادة مثل ما فعل الاشوريون والفرس. 
ولقد كان لهذه العلاقات على مدار حوالى 5 قرون أكثر الاثر على بلاد النوبة وذلك ينصح فى تحول النوبة كلها وفى ذلك نباتا إلى الثقافة المصرية حتى تم تمصيرها حضارياً فتحدث اهلها اللغة المصرية القديمة إلى جانب لغاتهم المحلية كما عبدو الهه مصرية وحتى فى الفترات التى تقلص فيها النفوذ للمبراطورية المروية فى أسيا وأن ظلت النوبة خاضعة للإدارة المدنية المصرية ممثلة فى منصب ابن الملك فى كوش ومعاونية من الموظفين الإداريين 


خلال عصور ما قبل الأسرات : 
كانت النوبة قليلة السكان قبل عام 3400 ق .م ولم يتصل سكانها بشمال الوادى النيل ويفتقد الدليل على وجود علاقة بين سكان النوبة الاوئل الا من خلال الجبانات الموجودة فى المنطقة جنوبى الجندل الاول والتى يرجع تاريخها إلى ما قبل عصر الاسرات، فقد حدث إزدراء فى عدد سكان النوبة فى فترة لاحقة بشكل ملحوظ ودخلت حضارة النوبة طوراً جديداً ربما نتيجة هجرة عدد كبير من سكان الشمال اليها خلال عصر ما قبل الأسرات تحت ضغط الشمال. ( ) 
ولقد بدأ اتصال العلاقات الحضارية بين مصر والنوبة منذ ما قبل الاسرات حيث ان الاوانى والمقابر التى تم العصور عليها فى النوبة تؤكد انه لا يوجد اختلاف كبير بينها وبين تلك التى فى مصر. خلال عصر مرمدة بنى سلامة: 
لقد ابدع اهل مرمدة بنى سلامة فى صناعة بعض طرق الفخار والتى يبدو أنها انتقلت إلى الفيوم وأيضاً إلى بلاد النوبة حيث عثر فى صحراء النوبة بعض هذه الاوانى وبعض البلاط من الكوارتزيت وبعض الخرز المصقول والذى يؤرخ إلى حضارة مرمدة بنى سلامة 
خلال عصر البدارى 
يعتقد أنها شهدت نوع من التبادل التجارى فى تلك الفترة ويدل على ذلك العنوء على فخار البدارى المشهود ذات الحواف السوداء والرقيقة فى النوبة ويعتقد أن المصريون قد استخدموا من هناك العاج لاستخدامه فى صناعة الاساور. 
خلال فترة نقادة 
اتسعت مجالات العمل الاقليمى فى نباتا اتساعاً نسبياً وانتشرت تقاليدها الصناعية والفنية بين جيرانها فى الشمال وفى الجنوب حتى بلغت النوبة يعتقد ايضا ًانهم استوردوا العاج لصناعة بعض الصناعات المختلفة 
علاقة مصر خلال العصر العتيق :
قبل عام 3100 ق.م اتجهت عيون حكام مصر تجاه المقاطعات الجنوبية فى المنطقة الواقعة خلف نخوم جبل السلسلة ذات الصبغة التجارية والتى تقع وراء الجندل الأول فى النيل ومن هنا نلاحظ انها كانت تقوم اساساً على التبادل التجارى حيث استورد المصريون العاج الابنوسى وحجر الاوبسيديان . 
حور عحا 
ومنذ بداية الأسرة الاولى " 2920 – 2770 ق . م " نلاحظ نشاط للملوك المصريون هناك فكان الملك " عحا" الذى عثر على اسمه مسجل على قريتين هناك وهم جبل GEBEL" السيالة Essilila خلال فترة حكمة
كما اشارت بطاقته إلى أرسال قوات إلى شمال النوبة لتأمين الطرق التجارية المتجه إلى الجنوب . 
كما توجد لوحه لحور عحا يظهر فيها نقش يبين مهابه الأسرى النوبيون بالأقواس وتحرك عسكرى تجاه الجنوب فى بداية الأسرة الأولى
فى عهد الملك جر 
يذكر أن الملك من الأسرة الاولى قاد جيشه إلى الجندل الثانى
وفى حديقة متحف الخرطوم توجد وثيقة تمثل منظر كان من جبل على فهمه جيل الشيخ سليمان قبالة وادى حلفا والتى يرجع انها كانت حمله تأديبية لسكان تلك المنطقة حماية المعاملات التجارية مع بلاد النوبة والتى كان يناول فيه المصريون الاحجار والعاج والذهب وقشر البيض والنحاس والزيت وبعض انواع الحيوانات المختلفة وبعض الاخشاب الجيده والحلى والتمائم . 
فى عهد خع سخموى 
يعتقد أنه قاد حمله إلى النوبة وأستولى على بعض المناطق لتامين الطرق التجارية وكانت اول علاقات تجارية ما بين مصر وبوهن تؤرخ إلى عهد هذا الملك ونهاية الأسرة الثانية . 
كما عثر على لوحه مهشمة فى الكوم الاحمر يظهر عليها اسيراً مربوطاً وعلى رأسه قوس ولذلك يرجع أنه قام بحمله عسكرية على شمال النوبة

Comments

Popular posts from this blog

التبادل السياحى بين مصر ومملكة أطلنتس

السياحة المستدامه. والتعاون الدولي