مكانة المرأة الفرعونيه


        مكانة المرأه عند قدماء المصريين.


ظلت ولا تزال للمرأة في مصر القديمة، مكانة خاصة من التقدير الخاص، سواء أمًا أو زوجةً أو حبيبةً؛ نُقش هذا التقدير علي جدران الآثار الفرعونية التي تشير إلي وجوب معاملتها باللين والرفق، كان المصريين يعتقدون أنْ المرأة أكمل من الرجل، والفراعنة كانوا يضحون بالمرأة للنيل تعبيرا عن مكانتها بينهم، إذ يضحى بالافضل والأجمل في سبيل الحصول على رضى الالهة.


  حقوق المرأه الفرعونيه.

*المرأه المصريه القديمه تمتعت بالعديد من الحقوق القانونية التي فاقت ما تحظي به المرأة في الحضارات القديمة في العراق القديم وشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وبلاد اليونان والرومان. فالمرأة الفرعونية قد نالت من التكريم والاحترام ما خوّل الحضارة الفرعونية ان تتبوّأ المرتبة الاولى بين الحضارات الانسانية بالنسبة لاحترامها للمرأة وحقوقها .ففي عهد الفراعنة قد وصلت للحكم وأحاطتها الأساطير. فكانت لها حقوق إختيار الزوج وإدارة البيت والحقل وحق المشاركه فى العمل، والزوج يكتب كل ما يملك من عقارات لزوجته ، التي كانت تساعده في الزراعة والعمل. فالمرأة الفرعونية كانت تملك ، وترث ، وتتولى أمر أسرتها في غياب الزوج.


*يبدوا أن المجتمع الفرعونى كان ذو نظام أمومى. فالأطفال الفرعونيون كانوا ينتسبون لأمهاتهم لا لآبائهم ، كما كانت القوّامة للمرأة على زوجها. والزوج كان عليه ان يتعهّد في عقد الزواج ان يكون مطيعا لزوجته في جميع الامور

ويبدوا كذاك أن مسائل مثل التضحيه بالأنثى والإعتقاد بأنها أكمل من الرجل وقوامتها عليه كانت السبب وراء عدم الترحيب بالمولوده الأنثى فى المجتمع المصرى القديم. فكان الرجل المصري القديم يفرح إذا بُشر بالمولود الذكر ، ويكفهر وجهه حزناً إذا علم أن زوجته وضعت أنثى ، ومن الطريف أن المصريين القدماء قاموا بتجارب لمعرفة الجنين قبل ولادته خوفاً من أن يكون أنثى. مما يشير إلى إحتمالية أنهم عرفوا الإجهاض، بل و الاطرف من ذلك أن نساء مصر القديمه إستعملوا طريقة خاصه لمنع الحمل، فكن يستعملن "براز التماسيح" والتى بالتأكيد رائحته كفيله لمنع الرجل من الإقتراب منها لمسافه تتجاوز المتر.

كانت المرأه المصريه القديمه داهيه شديدة الخداع. أبرز مثال على ذلك نجده لدى "حتشبسوت" إبنة الملك "تحتمس الأولالتي حكمت بثياب الذكور وكانت تضع لحية مستعارة طوال 21عاما. على الرغم من ذلك، إهتمت قدماء المصريات بجمالهن ومظهرهن الأنثوى وعنين به عنايه فائقهفكانت المرأه المصريه القديمه تغير تصفيفة شعرها من وقت لأخر ، وقد شاع لديهن إستخدام الشعر المستعار، وكانت "الكوافيرة" في عهد الفراعنة تسمى "نشت" وكانت تهتم بإعداد التسريحات وتهذيب الشعر ونظافته. وهن أول من استخدمن الشفرات الحاده فضلا عن الأحجار فى إزالة الشعر الزائد من الجسمكما حرصن على ممارسة الرياضة وشاركن في حفلات الرقص لتكتسبن الرشاقة والتوافق العضلي وتناسق القامة كما انهن لم تنسين إستخدام العطور.

والأرجح أن قدماء المصريات هن أول من عرفن إستخدام مساحيق التجميل وعلموا إستخدامها لنساء العالم أجمع بعد ذلك ومن أشهر هذه المواد، زيت الحلبة الذي أثبتت التجارب فاعليته في مقاومة التجاعيد والقضاء على النمش وأشهر من إستخدمته كانت "كليوباترا". وكانت أدوات الزينة ومواد التجميل التى وجدت فى هذه المقابر شاهداً على ذلك. ويبدو أن المصري القديم كان حريصاً كل الحرص على تقديم أدوات الزينة ومساحيق التجميل والعطور كهدايا غالية لامرأته لتصبح فى أجمل صوره تسر قلبه وتسعده. كما أنهن عرفن تطريز الملابس أيضا وإستخدام الحلى وأدوات الزينه.

ولكن أسؤ وأغرب قضيه تثار حول المرأه فى المجتمع الفرعونى القديم هى قضية تعرية الصدر. فيعتقد أن عوام النساء لم يكن يحتشمن على عكس الملكات و الأميرات ونساء طبقة النبلاء. فكان نساء العوام شبه عاريات إلا من قطع صغيره من القماش تشبه "المايوه البكينى" (القطعه السفلى) تغطى أسفلهن فقط. ويرى الباحثين التاريخيين أن هذا كان من فعل الطبقه الحاكمه. فمن ناحيه، لإلهاء رجال العوام وإشغالهم بالأمور الجنسيه للإنصراف عن التذمر و التضجر من الضرائب الباهظه وشؤن الحكم الأخرى، ومن ناحيه أخرى لتتاح لتلك الطبقه من صفوة المجتمع إنتقاء فاتنات العوام وضمهن إلى محظياتهن للتسرى.(سبحان الله أليس هذا مايطالب به الأن أنصار المرأه من التعرى وعدم الإحتشام بدعوى حرية المرأه). بينما يرى أخرون أن هذا كان عاديا جدا فى المجتمع الفرعونى فلم يكونوا يعتبرون صدر المرأه عوره. ويناقض هذا الرأى مانراه من نقوش جداريه على جدران المقابر و المعابد. فتلك النقوش توضح لنا نساء الطبقه الحاكمه محتشمات تماما. و الرأى الاخير يرى أن الفحش و ممارسة الفجور كان منتشرا وبشده فى المجتمع المصرى القديم فى العديد من الفترات. و الله تعالى أعلى وأعلم.

وهناك قضية محيرة بخصوص الفراعنة لم يتم حلها إلى اليوم.. فمعظم التماثيل والرسومات التي وجدت لملوك مصر القديمة تُظهرهم بصدور بارزة - جنبا لجنب مع اللحية الملكية - . وهذا المظهر الشاذ يمكن ملاحظته في التماثيل الفرعونية والرسومات المنتشرة في المقابر والمدافن المصرية.. وحين اكتشف الانجليزي "هوارد كارتر" مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون (في يناير 1924) عثر على قناع ذهبي يظهر الملك الشاب بثديين ولحية صغيرة . وحين رُتبت سلالته الحاكمة اكتشفت نفس الظاهرة لدى آخر ثلاثه ملوك حكموا قبله - خصوصا أن الرسومات الفرعونية تظهر الجسم البشري في وضع جانبي الأمر الذي يظهر الثديين بشكل واضح.

وهذه الظاهرة، تُلاحظ بالذات لدى فراعنة السلالة الثانية عشرة والثامنة عشرة الذين خصهم الفنان المصري القديم بملامح أنثوية جلية. وأغلب الظن أن الصفات الأنثوية كانت في مصر القديمة مفضلة على الصفات الذكورية (كونها ترمز للخصب والعطاء) وبالتالي حاول الفنان المصري إضفاءها على الشخصيات الملكية.

كان المصري القديم ، يتزوج في مرحلة مبكرة ، وكان يتزوج من أخته وذلك خشية أن تنتقل أملاك الاسرة الى الأغراب ، وقد عرف المصريون القدماء تعدد الزوجات ، وعرفوا التسري ، وكانت الزوجة تحمل التمائم خلال أشهر الحمل ، لتقي حملها من الأرواح الشريرة.


*أما عن الدور الاجتماعي، فأن الملكة كانت علي رأس الهرم الاجتماعي للمرأة في مصر القديمة؛ فقد قامت بأدوار مميزة إذ شاركت في تسيير شئون البلاد خلفاً لزوجها، بل كانت منهن وصيات علي أبناء الملوك كوالدة الملك بيبي الثاني في الأسرة السادسة.

وأشارت إلي أنه لا توجد في اللغة المصرية كلمة "ملكة" المتعارف عليها الآن كزوجة لملك أو كملكة حاكمة وإنما كان يعبر عن شخصية الملكة بكلمة "حمت نسو"، أي: "زوجة الملك"، أو "حمت نسو ورت"؛ أي: "زوجة الملك العظيمة"، فالمصريون لم يكونوا ليقبلوا فكرة أن تحكمهم امرأة لأن من يحكم مصر طبقا للنظام الكوني "الماعت" هو "حورس"؛ لذا فلابد أن يحكم البلاد ملك ذكر، الأمر الذي ترتب عليه عدم ظهور ملكات حاكمات في الحضارة المصرية إلا في أوقات الأزمات أو في حالة عدم وجود وريث.


بقلم/ باحث وكاتب المصريات
محمود البيومى غريب




Comments

Popular posts from this blog

التبادل السياحى بين مصر ومملكة أطلنتس

السياحة المستدامه. والتعاون الدولي